اولا:علي التيارات الإسلامية
الصاعدة أن تستوعب بحق تجربة سقوط الحزب الوطني وتبدأ منها
رحلتها مع العمل السياسي الحقيقي بين الناس,وفي الشارع ما
أكثر أخطاء الحزب الوطني,وهي لا تحتاج إلي دراسة ولكنها واضحة للجميع وعلي قوي التيار
الإسلامي أن تستوعب
هذا الدرس...
ثانيا: للتيارات الإسلامية تجارب طويلة في الشارع
المصري اقتربت فيها من هموم الناس وشاركت بقدر إمكاناتها في مواجهة هذه المشاكل والأزمات. كانت لها تجارب
ناجحة في الأحياء الفقيرة والمستوصفات والمدارس والجامعات والنقابات المهنية والعشوائيات والريف المصري والتجمعات العمالية. لقد
جاء الوقت لتعميم هذه التجارب في كل أرجاء
مصر, إنها تجارب لا تحتاج إلي استثمارات ضخمة ولكنها
تحتاج إلي قدر من التفاعل والتلاحم مع المواطنين...
ثالثا: من أسوأ ما ترك لنا العهد
البائد إحساس المواطن المصري أنه لا يملك شيئا في
هذا الوطن لا قبرا ولا سكنا وأن هناك عصابة استطاعت
الاستيلاء علي موارد هذا البلد وسخرتها لنفسها.. لقد ورثت مصادر الدخل ماليا, وورثت الوظائف الكبري لأبنائها اجتماعيا.. يجب أن يعود مبدأ تكافؤ الفرص علي أسس سليمة من العدل وتقدير الكفاءة..
توزيع موارد الدولة علي الجميع. وأن تنتهي إمبراطوريات توزيع الأراضي
وحصص البترول وأموال
السياحة وقناة السويس. ويعود المال لدوره الحقيقي في بناء المجتمع علي أسس من
العدالة والفرص المتكافئة.
رابعا: هناك ثلاثية لا تحتمل التأخير
أو التأجيل أو المساومة وهي قضايا التعليم
والثقافة والإعلام, وهي أسوأ ما ترك لنا العهد البائد
وأخطر مشاكل مصر الشعب والتقدم والدور. إن التعليم في مصر يحتاج إلي ثورة وينبغي ألا نختلف
إطلاقا حول هذه القضية,فلابد أن نبدأ حيث انتهي الآخرون.. نريد تعليما عصريا جادا يساهم في تقديم إنسان
أفضل وإنتاج أكثر
تقدما وحياة أكثر رفاهية واكتفاء.. ونريد ثقافة جادة تحافظ علي الثوابت فكرا ودينا ودورا ورسالة. نحتاج إلي ثورة في
الإعلام تستوعب ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا العصر وتحرص علي تقديم نموذج إنساني رفيع في فكره وحواره
ودوره.
خامسا: لن تستطيع القوي الإسلامية
مهما كانت قدراتها أن تنفرد بسلطة القرار,وعليها
أن تستعين بكل خبرات المجتمع بعيدا عن الانتماءات الدينية
أو السياسية أو الفكرية.. نحن
أمام تحديات تحتاج إلي جهودنا جميعا في البناء..
سادسا: أمام التيارات الإسلامية
ثلاثية هي أخطر ما يواجه مصر وهي ثلاثية الانفجار
القادم وهي الأمية والعشوائيات والبطالة.. إن طوابير الأمية يجب أن
تتراجع خلال عامين أو ثلاثة ولو نجح التيار الإسلامي في
مواجهة هذه الكارثة وحدها فيكفيه فخرا أن يسجل ذلك في
تاريخه. أما قضية العشوائيات ومنها تخرج
أزمات كثيرة في الجريمة والبلطجية وأطفال الشوارع وهي لا
تحتمل التأجيل. اما البطالة يمكن أن تتحول مع الأمية
والعشوائيات إلي أخطر براكين يواجهها المصريون
في عصرهم الحديث والأزمات الثلاث تحتاج إلي حلول جذرية
وغير تقليدية.
سابعا: نحن في حاجة إلي تصفية ملفات
الماضي بشرط ألا يشغلنا ذلك عن مواجهة تحديات
ومشاكل الحاضر والمستقبل. لابد من إجراء مراجعة شاملة
لخطايا النظام السابق وفتح ملفات الانحرافات المالية وسرقة أموال الشعب والعمل علي استعادتها..
ثامنا. لابد من إيجاد حلول جذرية لمشاكل
الأمن والأسعار والطبقات الفقيرة. إن قضية
الأمن هي أولي وسائل الاستقرار,وهي الطريق الوحيد للتنمية
الاقتصادية وإعادة عجلة الإنتاج.
تاسعا: لابد من تصفية كل ما تركته
أحداث الثورة في النفوس من شوائب وخصومات, وعلي
التيارات الإسلامية أن تبذل كل ما تستطيع من أجل المحافظة
علي وحدة شباب الثورة وتياراتها المختلفة بحيث لا تترك الأحداث الأخيرة إحساسا سيئا لدي
هؤلاء الشباب لأنهم
الأحق بالتكريم.
عاشرا: لابد من مواجهة الخلافات
الفكرية والفقهية بين التيارات الإسلامية بعضها
البعض حتي تصل إلي صيغة من التوافق وأن تفرق بين ما هو
ديني وما هو سياسي وما هو إنساني.
ملخص من هوامش حرة"
الوصايا العشر للتيارات
الإسلامية"
بقلم: فاروق جويدة
1/12/2012